يعد الفهم الجيد لأوضاع الكاميرا أمرا ضروريا، للتحكم في العناصر الأساسية للتعريض الضوئي في الصورة(Exposure)، على وجه التحديد سرعة الغالق (Shutter speed) و فتحة العدسة (Aperture) و ISO.
يمكن أن تكون هذه الأوضاع مربكة عندما تكون مبتدئ في هذا المجال، ولا تعرف معنى كل تلك الأحرف والأرقام والرموز، لكن ثق بي، تعلمهم سيحسن بشكل كبير من مهاراتك وإبداعاتك في التصوير الفوتوغرافي، وستتمكن من التحكم بسهولة في الكاميرا. ما عليك سوى القيام بالبحث والممارسة.
دعنا أولا نطلعك على وظيفة كل وضع من أوضاع الكاميرا، ومتى يمكن استخدامه.
قرص الأوضاع على الكاميرا (Mode Dial)
يعد قرص الأوضاع أحد أهم أجزاء الكاميرا، حيث يتيح لك الوصول إلى أوضاع التصوير.
تشتمل معظم الكاميرات على قرص الأوضاع. يكون هذا القرص موجودًا على الجزء العلوي للكاميرا. (ضع في اعتبارك أنه لن يكون لكل كاميرا قرص الأوضاع، ولا يحتوي كل قرص على جميع الخيارات التي ستتم مناقشتها في الفقرات القادمة).
باختصار، هذا القرص يمثل نقطة الدخول الرئيسية لجميع الإعدادات الأساسية للكاميرا، فمن المهم جدًا فهمه.
قرص الأوضاع مُقسم إلى نصفين: يتيح لك النصف الأول الاختيار بين أوضاع تلقائية مختلفة، إذا اخترت أحد هذه الأوضاع، ستقوم الكاميرا تلقائيا بضبط إعدادات التصوير، لن تكون لديك أي سيطرة على الكاميرا.
بينما يتيح لك النصف الآخر تحديد مجموعة متنوعة من الأوضاع اليدوية، حيث تقوم أنت بضبط الإعدادات يدويا. تسمى أيضا الأوضاع الإبداعية.
أوضاع الكاميرا التلقائية
عندما أتحدث عن أوضاع التصوير، أحصل دائمًا على نفس السؤال: “لماذا أحتاج إلى معرفة كيفية تعيين إعدادات الكاميرا يدويًا، في حين أن الكاميرا تحتوي على أوضاع تلقائية مضمنة للرياضة والصور الشخصية والمناظر الطبيعية، وما إلى ذلك؟ (الأوضاع بالأحمر في الصورة أسفل).
سأشرح أولا وظيفة كل وضع من هذه الأوضاع التلقائية، و بعد ذلك سأُطلعكم على السبب الذي يجعل هذه الأوضاع عاجزة أحيانا.
الوضع التلقائي Auto mode
في أغلب الكاميرات، يرمز للوضع التلقائي بالرمز في الصورة أعلى، ولكن قد تجده في كاميرات أخرى على شكل مستطيل أخضر، أو مربع بحرف A في الوسط و غيرها من الرموز، في هذا الوضع تقوم الكاميرا بضبط كل الإعدادات تلقائيا، ما تقوم به أنت هو الضغط على زر التصوير فقط.
التصوير الفوتوغرافي يدور حول التقاط الفرصة المثالية. حيث يطلق العديد من المصورين الفوتوغرافيين على هذه الفرصة “اللحظة الحاسمة”.
مثلا اذا أردت تصوير مشهد سريع، واضطررت إلى تعديل فتحة العدسة وسرعة الغالق وما إلى ذلك. يمكن أن يستمر ضبط هذه الاعدادات لبضع ثوانٍ أو دقيقة كاملة، وقد لا تكون كافية لإعداد كل شيء. بدلاً من ذلك ، يمكنك فقط استخدام الوضع التلقائي والتقاط الصورة، والعودة إلى المنزل وتعديلها كما تريد.
عندما يكون الكثير من الأشياء حولك ، فقد تميل إلى فقدان التركيز وارتكاب الأخطاء. إذا وجدت نفسك في حدث مزدحم، مع الكثير من الناس أو الحيوانات أو الموسيقى أو الأطفال أو مزيج من هؤلاء ، فقد تصاب بالارتباك قليلاً.
لذا، باستخدام الوضع التلقائي. يمكن للمصور الفوتوغرافي فقط سحب الكاميرا والتوجيه نحو الأهداف والتقاط صورة.
وضع تصوير الماكرو (Macro Mode)
يرمز له بالرمز في الصورة أعلاه، يُستخدم وضع Macro لتصوير لقطات مقربة جدا. يسمح للكاميرا بالتركيز بشكل صحيح على صورة قريبة، ويضبط شدة الفلاش للسماح بالتعريض المناسب.
هذا الوضع مفيد عند تصوير الحشرات و الأزهار.
وضع تصوير الطبيعة
لعشاق المناظر الطبيعية ، تحتوي معظم الكاميرات على وضع مخصص لإخراج أفضل ما في المشهد.
سيجعل هذا الخيار الكاميرا تركز تلقائيًا على أكبر قدر ممكن من المشهد، باستخدام عمق مجال واسع حيث كل عناصر الصورة واضحة من المقدمة إلى الخلفية، بمعنى ستختار فتحة صغيرة.
نعلم أنه للحصول على عمق مجال واسع، نحتاج لضبط العدسة على فتحة صغيرة، هذا ما تفعله الكاميرا في هذا الوضع، قد تستخدم الكاميرا أيضًا سرعة غالق أبطأ في بعض الحالات للتعويض عن الفتحة الصغيرة.
من المفيد دائمًا استخدام الترايبود (Tripod) لتجنب اهتزاز الكاميرا.
في الصورة أسفله، عمق المجال المستخدم واسع، حيث كل مكونات الصورة تظهر واضحة، من الترايبود في المقدمة إلى الجبال البعيدة في الخلفية.
وضع التصوير الليلي
يُطلق عليه أيضا وضع الحفلة، وكلاهما يعني نفس الشيء – إنه مناسب للعمل في الإضاءة المنخفضة.
يجبر الوضع الليلي الكاميرا على استخدام سرعات غالق أبطأ. نظرًا لعدم توفر الكثير من الضوء المحيط (الطبيعي). سيُطلق الفلاش تلقائيًا للمساعدة في التعريض الضوئي.
هذا الوضع ليس جيدًا لاستخدامه في النهار، لأن سرعة الغالق البطيئة يمكن أن تسبب التعرض المفرط.
وضع تصوير الرياضة
مثالي لتصوير الحركة السريعة. سيعمل الوضع الرياضي على عكس الوضع الليلي ويدفع سرعة الغالق إلى معدل أعلى. سيضمن هذا تجميد أي حركة وعدم حدوث ضبابية في الحركة. ستقوم الكاميرا بتوسيع الفتحة إذا لزم الأمر لتعويض سرعة الغالق.
لمعلومات أكثر عن سرعة الغالق وعلاقتها بتجميد الحركة، إليك هذا المقال (اضغط هنا)
وضع تصوير الصور الشخصية (Portrait)
يعد الوضع الرأسي الذي أحد أكثر الميزات شيوعًا على قرص الكاميرا. مناسب للإنسان والحيوان (ولكن قد تكون الموضوعات المتحركة أفضل في الوضع الرياضي).
سيتم توسيع الفتحة بشكل كبير لتقليل عمق المجال. بمعنى جعل الخلفية ضبابية بينما موضوعك الميزة الواضحة في الصورة.
لماذا لا يمكنك استخدام هذه الأوضاع دائما؟
الاعتماد المفرط على هذه الأوضاع التلقائية يؤدي إلى بعض النتائج غير المرضية. فالكاميرا قبل كل شيء ليس لديها المنطق، ولكن فقط الخوارزميات المعقدة التي تجعلها تفعل ما تفعل.
إذا اخترت التصوير في وضع الكاميرا التلقائي ، فستحصل على صور لائقة في معظم الأحيان. ولكن، ماذا لو كانت الكاميرا تستخدم فتحة للعدسة أو سرعة غالق مختلفة عما تريد، أو ربما أنت تقوم بالتصوير في ظروف الإضاءة المنخفضة ويتم تنشيط الفلاش تلقائيا.
لذلك يجب تعلم كيفية التلاعب بتعريض الصورة للانتقال إلى الأوضاع اليدوية، قد يبدو الامر صعبا لكنه بالعكس يحتاج فقط لبعض التعلم و التطبيق.
نقترح عليك أولا تعلم أساسيات مثلث التعريض الذي ستجدونه في هذا المقال:
سيساعد هذا المثال على توضيح سبب عدم عمل هذه الأوضاع لأولئك الذين يريدون أن يصبحوا مصورين “حقيقيين”.
في حفلة عيد ميلادك مثلا، قمت بدعوة أصدقائك كلهم مع أفراد العائلة ليكون مجموعهم 40 شخصا، الآن حان الوقت لالتقاط صورة جماعية لكل المدعوين بدون استثناء. ما الوضع الذي ستستخدمه في هذه الحالة؟ ربما ستختار وضع الصور الشخصية Portrait.
هناك مشكلة في ذلك. يعمل وضع Portrait على الكاميرا تلقائيًا على جعل فتحة العدسة كبيرة أي يخفض من f/stop ، لأنه يعتقد أنك تريد عمق مجال ضحل أو ضيق في صورتك، فبطبيعة الحال ليس للكاميرا دماغ و عينين لترى و تستنتج انك تريد عمق مجال كبير لتحصل على صورة تضم كل الأصدقاء و العائلة. فمجموعة كبيرة من الأشخاص تحتاج إلى عمق مجال عميق بحيث لا يكون الأشخاص في الخلف خارج نطاق التركيز. لا تعرف الكاميرا نواياك ، لذلك سيبدو نصف المجموعة ضبابي.
فالمصورين الذين يرغبون في تعلم التقاط صور بجودة احترافية لا أنصحهم بالاعتماد دائما على هذه الأوضاع.
أوضاع الكاميرا الإبداعية
الأوضاع الإبداعية في الكاميرا الخاصة بك هي كالتالي:
- البرنامج Program Mode
- أولوية الفتحة Aperture priority
- أولوية الغالق Shutter speed priority
- الوضع اليدوي Manual Mode
في معظم الكاميرات ، يتم تمييزها بعلامة “P, A, S, M”
في كاميرا Canon يرمز لهذه الأوضاع بP, Av, Tv, M”
قد يبدو الأمر مخيفًا بعض الشيء للانتقال إلى هذه الأوضاع الإبداعية على الكاميرا ، لكن لا تقلق! سأرشدك خطوة بخطوة عبر كل وضع من الأوضاع الإبداعية، وكيفية استخدامها.
1- وضع البرنامج Program Mode
يرمز له بحرف P في قرص الأوضاع، وميزته هي أنه يسمح لك بالتعرف على جوانب أخرى من الكاميرا دون القلق بشأن الحصول على تعريض ضوئي مثالي، بمعنى تقوم الكاميرا بضبط فتحة العدسة وسرعة الغالق تلقائيا بينما يمكنك ضبط الاعدادات المتبقية يدويا، إنها خطوة أولى مهمة في تعلم كيفية إخراج الكاميرا من الوضع التلقائي.
يُمَكِّنُكَ هذا الوضع من التحكم في العناصر الرئيسية التالية:
الفلاش (Flash)
على عكس الوضع التلقائي ، حيث تقرر الكاميرا ما إذا كانت هناك حاجة إلى الفلاش أو لا، يتيح لك وضع البرنامج تجاوز الكاميرا واختيار ما إذا كنت تريد إضافة الفلاش أو لا.
تعويض التعريض الضوئي (Exposure Compensation)
يعد تعويض التعريض الضوئي مثاليًا لالتقاط الصور في مشاهد حيث الكثير من المناطق السوداء أو البيضاء.
لماذا ا؟ لأن الكاميرا لا ترى الأبيض والأسود كما يرى البشر. بدلا من ذلك ، ترى ظلال رمادية. لذلك عندما ترى مشهدًا به الكثير من اللون الأبيض (مثل الثلج) ، فمن الأفضل رفع تعويض التعريض الضوئي. بهذه الطريقة ، سيبدو الثلج أبيض وليس رماديًا.
وينطبق الشيء نفسه عندما يتعلق الأمر بمشاهد مليئة بالكثير من الأسود. ولكن بدلاً من رفع تعويض التعرض في هذه الحالة، فإنك تُخفضه. نتيجة لذلك، يمكنك أن تكون واثقًا من أن أسودك لن يبدو رماديًا.
تعويض التعريض – Exposure Compensation في الإضاءة المنخفضة
يفيد تعويض التعريض أيضا في الإضاءة المنخفضة، سأشرك كيف ذلك بمثال:
التُقطت الصورة أدناه باستخدام وضع أولوية فتحة العدسة، و الذي سأشرح كيف يعمل في الفقرات الموالية. انتهى عداد الكاميرا بتعريض الصورة في الأسفل ، لأن المشهد كان صعبًا إلى حد ما. من الواضح أنها مظلمة للغاية، كيف يمكنك إصلاحها؟
بالنسبة لبعض المصورين ، الفكرة الأولى التي ستخطر ببالهم هي ببساطة تغيير f/stop لفتحة العدسة من 8 إلى 2.8. ليمنحك ذلك فتحة كبيرة، والتي تسمح بشكل طبيعي بدخول المزيد من الضوء مما يجعل الصورة أكثر سطوعًا.
للأسف، اختيار خطأ! لماذا؟
حسنا، تكمن مشكلة هذا الحل في أنه عندما تغير فتحة العدسة، يفكر دماغ الكاميرا الصغير أنك تريد ببساطة الحصول على عمق ضيق للمجال، بمعنى الهدف واضح و الخلفية ضبابية. لذا فهو يضبط سرعة الغالق بشكل مناسب للتعويض عن نقص الضوء بسبب الفتحة التي اخترتها، مما يمنحك نفس مقدار الضوء بالضبط في تعريضك.
يجب عليك إبلاغ الكاميرا بأنك تريد أن تكون الصورة أكثر سطوعًا، ويتم ذلك بتعويض التعريض الضوئي Exposure Compensation.
لإصلاح الصورة ، ما عليك سوى تعديل تعويض التعريض إلى +3.0 والتقاط الصورة مرة أخرى، ستحصل على صورة أكثر سطوعا لأنك أخبرت الكاميرا، من خلال إعداد تعويض التعريض الضوئي أنك تريد أن تكون الصورة أكثر سطوعًا بثلاث نقاط.
يتم الآن عرض الصورة بشكل صحيح، حيث يبدو المشهد بأكمله أكثر سطوعًا مقارنة بما اعتقدت الكاميرا أنه السطوع الصحيح. باستخدام ميزة تعويض التعريض للكاميرا، تمكنت من معالجة المشكلة في غضون ثوان.
كيفية استخدام تعويض التعريض
استخدام تعويض التعرض سهل للغاية. إذا حصلت على صورة مظلمة ، يمكنك استخدام رقم موجب (+ EV)، بينما إذا كانت الصورة ساطعة، يمكنك استخدام رقم سالب (-EV).
يمكنك استخدام تعويض التعريض في الأوضاع التلقائية، وضع البرنامج، في وضع أولوية فتحة العدسة، وفي وضع أولوية سرعة الغالق. لا يمكنك استخدامه في الوضع اليدوي.
بالنسبة للكاميرات التي تحتوي على زر تعويض التعريض، ستحتاج إلى الضغط على الزر وتدوير أحد أقراص الإبهام، أو الضغط عليه مرة واحدة واستخدام شاشة LCD لضبط قيمة التعريض. بالنسبة للكاميرات التي تحتوي على قرص، يكون الأمر أبسط، كل ما عليك فعله هو تحريكه في الاتجاه الصحيح.
هذه الصورة توضح مكان زر تعويض التعريض على الكاميرات.
ISO
يمكن أن يؤدي التصوير ب ISO عالٍ ، وخاصةً في كاميرات DSLR الأرخص، إلى الكثير من الضوضاء الرقمية في الصور. كما هو موضح في الصورة أسفله.
في الوضع التلقائي، تميل الكاميرا إلى رفع ISO بدلاً من ضبط فتحة العدسة أو سرعة الغالق، لكن وضع البرنامج يُمَكنك من التحكم اليدوي في هذه الوظيفة.
يمكنك استخدام ISO منخفض لمنع الضوضاء ومن ثم استخدام تعويض التعريض للتعويض عن أي نقص للضوء في الصورة.
توازن اللون الأبيض (White balance)
عادةً ما يكون إعداد Auto White Balance في كاميرات DSLR الحديثة دقيقًا، ولكن الإضاءة الاصطناعية القوية يمكن أن تؤثر على إعدادات الكاميرا. في وضع البرنامج، يمكنك ضبط توازن اللون الأبيض يدويًا، مما يسمح لك بتزويد الكاميرا بأدق المعلومات حول الإضاءة التي تستخدمها، و يُمَكِّنك أيضا من اختيار ما إذا كنت تريد ألوان باردة أو ساخنة في مشهدك.
ورغم كل هذا فوضع البرنامج يعتبر أوتوماتيكيا لأنه هو الآخر يستخدم في لحظات “التوجيه والتصوير”، بمعنى يمكنك استخدامه أيضا عندما تحتاج الى التقاط صور بسرعة.
هذا الوضع ليس خيارًا جيدا للمصورين الجادين لأنه لا يمكنك ضبط سرعة الغالق لتجميد الحركة، وللتأكد من أن الصورة ليست ضبابية. أيضًا، لا يمكنك ضبط الفتحة للتحكم في عمق المجال.
لكن الأوضاع التي سنراها الآن تمنحك السيطرة على الكاميرا الخاصة بك.
2- وضع أولوية فتحة العدسة Aperture Priority Mode
يرمز له ب حرف A أو AV على قرص الأوضاع. وضع أولوية فتحة العدسة هو وضع الكاميرا الذي تقوم فيه بتعيين فتحة العدسة يدويًا، بينما تحدد الكاميرا تلقائيًا سرعة الغالق.
يُستعمل هذا الوضع من طرف الكثير من المصورين الهواة وحتى المحترفين، فما الذي يجعل وضع أولوية الفتحة ذا قيمة كبيرة؟
أولاً: يمنحك التحكم الكامل في الإعداد الأكثر أهمية في كل التصوير الفوتوغرافي – الفتحة. (الوضع اليدوي هو الطريقة الأخرى الوحيدة للتحكم الكامل في الفتحة). حيث تستطيع أن تتحكم بالكامل في عزل الهدف المراد تصويره، كما تستطيع أيضا التحكم في عمق المجال من خلال تكبير أو تصغير فتحة العدسة يدويا، بينما ستقوم الكاميرا بقياس سرعة الغالق المناسبة لفتحة العدسة التي قمت باختيارها.
ثانيًا: وضع أولوية الفتحة سريع الاستخدام مقارنة بالوضع اليدوي، الذي يستغرق وقتًا أطول لتعيين بشكل صحيح كل الاعدادات عندما يتغير الضوء.
باختصار، إذا تم استخدام هذا الوضع بشكل صحيح، ستلتقط صورا بإعدادات الكاميرا المثلى، تمامًا كما هو الحال في الوضع اليدوي، ولكن بسرعة أكبر.
لكن قبل معرفة كيفية استخدام وضع أولوية العدسة، دعنا أولا نطلعك على تعريف مختصر لفتحة العدسة.
ما هي فتحة العدسة Aperture؟
هي ببساطة فتحة في عدسة الكاميرا تفتح للسماح للضوء بالوصول إلى مستشعر الكاميرا. عند تغيير إعداد الفتحة على الكاميرا، كل ما تفعله حقًا هو تغيير حجم هذه الفتحة، وجعلها أكبر للسماح بدخول مزيد من الضوء، أو تصغيرها للسماح بدخول قدر أقل من الضوء.
الشيء المهم الآخر الذي يجب معرفته عن Aperture، هو أنها تغير أيضًا كيف تبدو صورنا، من خلال التحكم في شيء يسمى “عمق المجال”. عمق المجال هو ببساطة مقدار المشهد الذي ستركز عليه.
يمكنك قراءة المزيد عن فتحة العدسة و كيف تتحكم في عمق المجال في هذا المقال.
كيفية استخدام وضع أولوية الفتحة على النحو الأمثل
ليس من الصعب استخدام هذا الوضع طالما أنك تفهم فتحة العدسة، سرعة الغالق و ISO .
أول شيء عليك فعله هو تحريك القرص الموجود أعلى الكاميرا بعيدًا عن AUTO ، واختيار A (إذا كنت تستخدم Nikon) أو AV (إذا كنت تستخدم Canon).
ثانيا: اختيار f/stop يدوياّ، يعني حجم فتحة العدسة التي تريد التقاط الصورة باستخدامها. (مثلا f/16 أو f/8 … الخ).
كيف يعمل وضع Aperture Priority؟
لنفترض أنك تريد التقاط صورة لزوجتك (زوجك) وسط حفلة، الخلفية مشوشة و مليئة بالأشياء التي لا ضرورة لظهورها في الصورة، سترغب في عزل زوجتك والحصول على خلفية ضبابية في الصورة (عمق المجال الضحل). لتحقيق ذلك، يجب ضبط فتحة العدسة على f/2، وهي فتحة مفتوحة والتي ستؤدي إلى تعتيم الخلفية.
في نفس الحفلة تريد التقاط صورة لشخص يجلس بجوار الشموع، لقد قمت بضبط فتحة العدسة سابقا على f/2 بمعنى فتحة كبيرة، وبما أن الشموع مضيئة في هذه الحالة، سرعة الغالق يجب أن تكون سريعة للحصول على التعريض الصحيح، هذا بالضبط ما ستفعله الكاميرا.
لأن فتحة العدسة مفتوحة على مصراعيها، باستخدام وضع أولوية فتحة العدسة، تقوم الكاميرا تلقائيًا بتعيين سرعة الغالق المناسبة للفتحة التي اخترتها.
ثم بعد ذلك ، تريد التقاط صورة لشخص ما في زاوية مظلمة من الغرفة. لن تضطر إلى إعادة ضبط فتحة العدسة على الإطلاق ، لأن الكاميرا سترى تلقائيًا أن الزاوية مظلمة و ستختار سرعة غالق أبطأ.
إذا تمكنت من تعلم شيء واحد فقط في سلسلة أساسيات التصوير الفوتوغرافي، فأتمنى أن يكون وضع أولوية فتحة العدسة، لأن التقاط صورة بتعريض غير مناسب يعد أمرا مستحيلا باستعمال هذا الوضع.
عندما تريد عمق المجال العميق، اختر f/stop عالية مثل 16/f (فتحة صغيرة). عندما تريد عمق المجال الضحل، اختر f/stop منخفضة مثل 1.8/f (فتحة كبيرة). ستتحسن صورك بشكل رائع عندما تتعلم التحكم في عمق المجال.
التصوير باستخدام اليد
يعد وضع أولوية فتحة العدسة مفيدا وسهل الضبط بالنسبة للتصوير الفوتوغرافي القائم على الترايبود، لكن عندما تقوم بالتصوير باليد وهدفك يتحرك تكون الأمور مختلفة نوعا ما.
كما ذكرنا سابقا، في وضع أولوية الفتحة يتم اختيار سرعة الغالق تلقائيا من طرف الكاميرا اعتمادا على الفتحة التي اخترتها، و الإضائة المتوفرة في المشهد. فإذا اخترت فتحة صغيرة في مشهد مظلم، ستحاول الكاميرا موازنة التعريض لكي لا تحصل على صورة مظلمة، وذلك بتبطيأ سرعة الغالق، مثلا ثانيتين (2s)، في هذه الحالة لن تتمكن من الحصول على صور حادة بحمل الكاميرا في يدك!
لأنه كما ذكرنا في مقالنا حول سرعة الغالق، كلما كانت هذه السرعة بطيئة كلما صعُب التصوير بحمل الكاميرا في اليد. لكن لا تقلق، يوجد حل وهو ببساطة الرفع من قيمة ISO.
أثناء اختيار ISO مرتفع (ISO400,ISO800,ISO1600 و غير ذلك)، ستستخدم الكاميرا سرعة غالق أسرع للتعويض، و هكذا ستعود الامور إلى السيطرة.
3- وضع أولوية الغالق Shutter Priority Mode
يرمز له ب S أو TV، يعمل هذا الوضع بشكل مشابه لوضع أولوية فتحة العدسة (Aperture Priority)، لكن في هذه الحالة يمكنك ضبط سرعة الغالق يدويا، بينما تقوم الكاميرا بضبط فتحة العدسة تلقائيا.
أولاً، نحتاج إلى مراجعة سرعة الغالق بسرعة.
ما هي سرعة الغالق؟
توجد ستارة مادية أمام مستشعر الكاميرا يسد مسار الضوء، عند التقاط صورة تفتح الستارة لتسمح للضوء بالوصول الى مستشعر الكاميرا. المدة الزمنية التي تقضيها هذه الستارة مفتوحة لالتقاط صورة هي ما تسمى سرعة الغالق. و هي أيضا مسؤولة عن ظهور الحركة في الصورة.
يتم قياس سرعة الغالق بالثواني – أو في معظم الحالات كسور الثواني. كلما كان المقام أكبر كلما كانت السرعة أسرع ( 1/1000 أسرع بكثير من 1/30).
لسرعة الغالق تأثيرين أساسين:
- التعريض Exposure: كلما كانت سرعة الغالق أبطأ كلما تعرض المستشعر لكمية كبيرة من الضوء و بالتالي الصورة ستكون ساطعة، و العكس صحيح، سرعة سريعة للغالق ستعطينا صورة مظلمة.
- ظهور الحركة في الصورة: التأثير الثاني لسرعة الغالق هو تجميد أو ضبابية الحركة في الصورة، فسرعة الغالق البطيئة تؤدي الى ضبابية الحركة، في حين أن سرعة الغالق السريعة تؤدي إلى تجميد الحركة في الصورة.
إذا كان لديك المزيد من الفضول حول سرعة الغالق، لا تتردد في زيارة مقالنا المفصل عن سرعة الغالق و تأثيراته على الصورة مع الأمثلة.
لنعد الان لوضع أولوية الغالق Shutter Priority mode
متى يُستخدم وضع أولوية الغالق؟
يبدو وضع أولوية الغالق مفيدًا جدًا، ولكن في حقيقة الأمر لم أجد مطلقًا مصورًا محترفًا من المصورين الذين أعرفهم يستخدمه، من الصعب قليلاً تفسير سبب ذلك.
عند التفكير في الرياضة، يبدو مناسبًا أن يكون لديك وضع يمكنك فيه اختيار سرعة الغالق و ISO والسماح للكاميرا باختيار الفتحة لك. على سبيل المثال ، عند تصوير كرة السلة بالمدرسة ، قد يظهر لك ان وضع أولوية الغالق هو المناسب لأنك تستطيع ضبط سرعة الغالق بسرعة كافية للحالة الرياضية سريعة الحركة.
ومع ذلك ، فمعظم المصورين الرياضيين المحترفين يصورون في وضع أولوية الفتحة.
لماذا يُستخدم وضع أولوية فتحة العدسة بدل أولوية سرعة الغالق؟
لأن عمق المجال هو المفتاح. يجب التحكم في عمق المجال في صورنا الرياضية بشكل كبير، ونراقب فقط سرعة الغالق، للتأكد من أن الكاميرا لا تلتقط صورا بسرعة منخفضة التي ستؤدي لضبابية في الحركة. و إذا حدث ذلك ، فببساطة نرفع من قيمة ISO و تلقائيا ستختار الكاميرا سرعة غالق أسرع.
باستعمال وضع أولوية سرعة الغالق، تفقد السيطرة كليا على عمق المجال، و لا يمكنك عزل الهدف الذي تريد تصويره.
شخصيا، لا أستعمل بتاتا هذا الوضع و لا أفكر في استخدامه مستقبلا.
مثلا، كنت تقوم بالتصوير في بيئة مظلمة أو خافتة، و قمت بتسريع الغالق بشكل كبير (1/4000 مثلا) لتجميد حركة ما، تعريض الصورة في هذه الحالة سيعتمد فقط على فتحة العدسة Aperture.
إذا كانت الفتحة القصوى لعدستك هي f/4 فقط، لن تتمكن الكاميرا من استعمال فتحة أقل من f/4 لزيادة تكبير فتحة العدسة، و السماح لمزيد من الضوء بالمرور لتعويض السرعة السريعة للغالق التي قمت باختيارها، هذا ما سيعطيك صورة منخفضة التعرض Underexposed.
و اذا كان الحد الأدنى لفتحة عدستك هو مثلا f/16 و استخدمت سرعة غالق بطيئة جدا في بيئة ساطعة، ستحصل على صورة مفرطة التعريض. لأن الكاميرا لا تستطيع تصغير فتحة العدسة اقل من f/16.
لذلك لا أنصحك باستخدام هذا الوضع في جميع الحالات، خصوصا عندما تريد تصوير حدث لن يتكرر كحفل زفاف، أو مباراة كرة القدم لفرقتك المفضلة و غير ذلك.
4- الوضع اليدوي Manual Mode
الوضع اليدوي كما يوحي اسمه، هو حيث تقوم بضبط إعدادات التعريض يدويا (فتحة العدسة، سرعة الغالق و ISO)، السؤال الذي قد يخطر ببالك، لماذا يُستخدم الوضع اليدوي في حين أن الأوضاع الأخرى أقل تعقيدا ويمكنها موازنة التعريض؟
حسنا، إليك ثلاثة أسباب ستدفعك لتعلمه:
-
التحكم في الإبداع
التصوير باستعمال الوضع اليدوي، يمهد لك الطريق لخلق التأثيرات الإبداعية في صورك، وذلك عن طريق السيطرة الكاملة على العناصر الثلاثة لتعريض الصورة.
فتحة العدسة
من خلال التحكم يدويا في حجم فتحة العدسة، ستتمكن من التحكم في عمق المجال في صورتك، حيث أن الفتحة الكبيرة ستساعدك في الحصول على عمق مجال ضحل، والذي سيميز الهدف الذي تريد تصويره عن الخلفية، بالإضافة إلى إنشاء بعض البوكيه المذهل.
من ناحية أخرى اختيار فتحة صغيرة للعدسة يعطي مجال حاد، فهو غالبا يستخدم في تصوير المناظر الطبيعة، حيث تكون كل من المقدمة والخلفية قيد التركيز.
سرعة الغالق
التحكم في سرعة الغالق معناه التحكم في التقاط الحركة بطرق أكثر إبداعا.
تحديد سرعة بطيئة للغالق، تمكنك من خلق بعض الضبابية على مستوى الحركة، بالتفكير في مشاهد الأضواء الليلية للسيارات أو الشلالات بمياهها المتدفقة، ستجد أن سرعات الغالق البطيئة هي ما يتيح لك التقاط هذه المناظر.
بينما عندما تريد تجميد حركة ما، مثل تصوير انفجار بالونة مملوءة بالماء، فاستخدام سرعة غالق سريعة هي الحل.
كخلاصة، الوضع اليدوي يساعدك على إنتاج التعرض الذي تريده أنت، تماما كاشتراء منزل جديد فارغ، ستكون أنت المسؤول عن الأثاث والديكورات والصباغة…إلخ، نفس الشيء بالنسبة للوضع اليدوي.
نأخذ كمثال الصور, الظلية أسفله، يتطلب هذا أن يكون هدفك واقفا أمام خلفية ساطعة، ثم تعريض هدفك بحيث يظهر مظلما أو ظليا.
مثال آخر، تصوير النجوم يتطلب عادة استخدام فتحة كبيرة للعدسة، وسرعة غالق بطيئة (10-30s) و كذلك قيمة مرتفعة ل ISO.
هذان المنظران المختلفان يتطلب كل واحد منهما منهج مختلف عن الآخر، وهذا كله للوصول للنتيجة التي أنت ترغب بالحصول عليها.
الصور الظلية وتصوير النجوم، ليستا الحالات الفريدة الوحيدة التي يمكن إنتاجها باستعمال الوضع اليدوي، بل يوجد الكثير والكثير من الإبداعات الفنية التي يمكن لك خلقها باستعمال هذا الوضع، فالقدرة على اختيار التعرض المناسب لصورتك هو جزء كبير من توصيل رسالتك.
-
التعامل مع حالات الإضاءة الصعبة
أحيانا باستخدام الوضع التلقائي، قد تجد الكاميرا صعوبة في اكتشاف التعرض الصحيح، وخصوصا في المشهد ذو الإضاءة الخلفية، فإذا كان الضوء خلف هدفك أكثر سطوعا من الهدف نفسه، ستحاول الكاميرا ضبط الإعدادات من أجل التقاط الضوء الأكثر سطوعا، مما سيؤدي إلى نقص في تعرض الهدف وسيكون من الصعب رؤيته.
و إذا كان الهدف ساطع والخلفية مظلمة، الكاميرا في هذا الحالة ستحاول تسليط الضوء على الخلفية، مما سيُنتج صورة مفرطة التعرض بشكل سيء.
لحسن الحظ يوجد حل، الوضع اليدوي، نعم! فضبط الاعدادات يدويا سيضمن لك التعرض الصحيح لهدفك.
وهناك مشكلة أخرى معتادة، وهي التصوير في الإضاءة المنخفضة، الجميع يعلم أن الأوضاع التلقائية لمعظم الكاميرات، مصممة لتنشيط فلاش الكاميرا في الظلام. المشكل هنا أن استخدام الفلاش يعطي صورا غير جميلة، فإذا كنت تقوم بالتصوير باستخدام الوضع اليدوي، ما عليك سوى الزيادة من قيمة الISO في الظلام (زيادة حساسية المستشعر). كما ذكرنا سابقا تميل مقاييس الISO العالية إلى إنتاج الضوضاء الرقمية في الصور، لكني شخصيا أُفضل هذه الضوضاء التي يمكنني تعديلها غالبا فيما بعد على فلاش الكاميرا المتدهور.
-
الحصول على تعريضات متناسقة
تحتوي الكاميرا على عداد ضوئي (Light meter) بداخلها، يأخذ قياسات للضوء القادم من خلال العدسة.
في الوضع التلقائي، تأخذ الكاميرا هذا القياس وتحاول تحديد إعدادات مناسبة لهذا الضوء. أي فتحة العدسة، سرعة للغالق و ISO، و ذلك للحصول على تعريض ضوئي جيد ومناسب عند التقاط الصورة.
المشكلة هي أن هذا يشبه دحرجة النرد في كل مرة تضغط على زر التصوير. لأنك عند تحريك الكاميرا مثلا، أو هدفك يتحرك أو تتغير الإضاءة، فقد يتغير التعريض أيضا، هذا يعني أن لقطتين تم التقاطهما في نفس المشهد، واحدة تلو الأخرى، قد تكون لهما تعريضات مختلفة تماما، أي مجموعة غير متناسقة من الصور.
لكن إذا كنت تقوم بالتصوير باستخدام الوضع اليدوي، ففتحة العدسة، سرعة الغالق و ISO لن تتغير مع تغير الإطار، ما لم تقم أنت بتغييرها، هذا ما يعطي مجموعة متناسقة من الصور.
الحصول على صور متناسقة مهم بشكل خاص في التصوير الاحترافي، فمثلا، عند التقاط صور لحفلات الزفاف، سيكون من المروع أن يكون تسلسل الصور في الألبوم غير متناسق من ناحية التعريض، بطبيعة الحال يمكن تصحيح هذه الأخطاء في برامج التعديل، ولكن هذا مضيعة للوقت، حيث كان بإمكانك تجنب هذه الأخطاء من البداية و بسهولة، وذلك بضبط بعض الإعدادات في الكاميرا فقط.
خلاصة
هل تتساءل الآن، “ما الوضع الذي يجب استخدامه؟”
حسنًا، هذا الأمر متروك لك تمامًا. قد تمنحك بعض البرامج التعليمية إرشادات محددة حول وقت وكيفية استخدام أوضاع الكاميرا هذه. ولكن في نهاية المطاف يرجع القرار الأخير لك، يمكنك اختيار متى تستخدم هذه الأوضاع.
نأمل أن تساعدك هذه المقالة في اتخاذ قرار بشأن الوضع الذي يجب اختياره. أيضا، في رأيي، لا يوجد خجل من استخدام الأوضاع التلقائية أثناء التقاط الصور.
يتجنب العديد من “المحترفين” استخدام الأوضاع التلقائية، ولكن إذا اجتمعت أنت والكاميرا لتحصل على الصور التي تحبها ، فاستمر في التصوير باستخدام أي وضع يناسبك. لا تخف من تغيير الأوضاع أثناء التصوير لمعرفة ما إذا كان أحدهما يناسبك أكثر من الآخر. هذه شيء رائع للتجربة. لن يعمل وضع واحد لكل موقف فوتوغرافي، لذلك لا تخشى تغيير الأوضاع عندما تحتاج إلى ذلك.