غالبًا ما يحتار الأشخاص الجدد في مجال التصوير الفوتوغرافي بين عدستين: عدسة 18-55 والتي تسمى ب “Kit Lens” وعدسة البرايم 50mm.
الفرق الأكبر بين هاتين العدستين هو نوعهما. العدسة 18-55 هي عدسة تكبير يمكنها تغيير الأطوال البؤرية من 18 إلى 55mm لمساعدتك على التقاط زوايا مختلفة. بينما العدسة مقاس 50mm هي عدسة برايم ذات طول بؤري ثابت، مما يعني أنها لا تستطيع التكبير أو التصغير. الفرق الآخر هو فتحة العدسة، يمكن أن تصل الفتحة في عدسة 50mm إلى f/1.8 بمعنى فتحة واسعة، مما يسمح لها بأداء أفضل في ظروف الإضاءة المنخفضة. بينما عدسة 18-55 مم تصل فقط لفتحة f/3.5-5.6.
لا تقلق إذا لم تفهم هذه الاختلافات سنقوم بشرح كل شيء في هذا المقال بالإضافة إلى الاختلافات الأخرى بينهما.
سواءاً كنت تبحث عن شراء عدستك الأولى أو لديك فضول بشأن سبب حديث الجميع عن هاتين العدستين، ستجد في هذه المقالة كل ما تحتاج إلى معرفته عن الفرق بين عدسة 50mm وعدسة 18-55 .
ما هي مزايا عدسة 18-55
تعرف عدسات Kit مقاس 18-55 بسمعة سيئة، لكنها في الواقع مفيدة للمصورين المبتدئين.
يمكن أن تلتقط هذه العدسة صورًا مذهلة – طالما أنك تعرف كيفية استخدامها جيدًا!
عادةً ما تباع العدسة 18-55 مم مع الكاميرا، ستجدها مرفقة خصوصاً مع كاميرات المبتدئين.
عدسة 18-55 ذات بعد بؤري متغير من 18 إلى 55mm لذا، فهي جيدة لالتقاط صور بزاوية عريضة (18mm) كتصوير المناظر الطبيعية والبنايات وغير ذلك.
كما أنها مفيدة عند التصوير المقرب (55mm) لتصوير الأشخاص (البورتريه) أو تصوير تفاصيل عن قرب وغير ذلك.
في الواقع، كانت هذه هي العدسة الوحيدة التي استخدمتها في أول عام بعد شراء أول كاميرا. على الرغم من أنه لا يمكنك تكبير الأشياء البعيدة جداً، إلا أنها لا تزال توفر نطاق تكبير مناسب لعدد كبير من الزوايا الفريدة.
وجود خيار التكبير والتصغير أيضاً يجعل من السهل جدًا تكوين صورك. عند البدء، من الصعب تخيل اللقطة الدقيقة التي تريدها مسبقًا. تمكنك هذه الميزة من العثور على أفضل لقطة بدون بذل الكثير من الجهد.
ما هي الفتحة التي تحتوي عليها العدسة مقاس 18-55 مم؟
فتحة العدسة أو ما يسمى ب Aperture من العناصر المهمة التي يجب أخدها بعين الاعتبار عند شراء العدسة. لأنه كلما كانت الفتحة واسعة مثل f/1.8 ستلتقط الكثير من الضوء عند التصوير في الإضاءة المنخفضة.
لعدسة الزوم 18-55 فتحة متغيرة تتراوح بين f/3.5 – f/5.6 حسب الطول البؤري. إذا كنت تستخدم الطول 18mm، فإن أوسع فتحة لديك ستكون f/3.5. بينما إذا كنت تقوم بالتصوير بالطول 55mm فستكون الفتحة الأوسع لديك f/5.6 فقط.
الجانب السلبي للفتحة المتغيرة هو أن التعريض الضوئي أو سطوع الصورة سيتغير حسب الطول البؤري. سأشرح أكثر!
إذا كنت قد ضبطت إعدادات الكاميرا المثالية عند 18mm، فيجب أن تغير هذه الاعدادات عندما تقوم بالتكبير إلى 55mm لأن الفتحة تصبح أصغر (f/5.6)، أي أن الضوء الذي سيدخل للكاميرا أصبح أقل لذا، ستحتاج إلى إعادة ضبط سرعة الغالق أو ISO لموازنة تعريضك مرة أخرى.
إذا كنت تحب التصوير في الوضع التلقائي (automatique Mode)، فستُجري الكاميرا هذه التعديلات نيابةً عنك، لكنك لن تعرف كيف ستبدو صورك.
قد ينتهي بك الأمر بظهور النقط في صورتك لأن الكاميرا قامت بالرفع كثيراً من ISO، أو ضبابية الحركة الناتج عن سرعة الغالق البطيئة جدًا.
عند استخدام عدسة ذات فتحة متغيرة في ظروف بإضاءة منخفضة، يمكن أن تتسبب في صداع الرأس بسبب محدوديتها في التصوير.
مع كل ما قيل، لا تزال هذه العدسة توفر تنوعًا مذهلاً، على الرغم من وجود فتحة عدسة متغيرة.
ما مقدار التكبير في عدسة 18-55 مم؟
يمكن أن يصل مقاس 18-55 مم إلى 55 مم كحد أقصى.
لوضع ذلك في منظور، 50 مم تقريبًا نفس منظور ما تراه عيناك. إذا كنت ستقوم بالتكبير من هذا قليلاً، فهذا ما ستراه العدسة عند 55 مم.
لن يكون هذا مثاليًا لالتقاط قمم الجبال البعيدة في الأفق ولكنه كافٍ لتكبير الأشياء القريبة منها.
ما هي مزايا عدسة 50mm؟
الآن دعنا نتحدث عن العدسة 50mm. توفر هذه العدسة عالمًا جديدًا تمامًا من الابداع مقارنةً بـ 18-55 مم وستغير طريقة التقاطك للصور بشكل كبير.
هذه العدسة لها طول بؤري ثابت، يمكنها التقاط صور بالطول البؤري 50mm فقط، لا يمكنها التكبير أو التصغير مثل عدسة 18-55.
عادةً ما تكون عدسات البرايم ذات الطول البؤري الثابت أكثر وضوحًا من عدسات الزوم، نظرًا لكونها ذات طول بؤري واحد، فإن العدسة بها أجزاء متحركة وعناصر أقل. لذلك ستتمكّن من رؤية المزيد من الحدة والوضوح في الصور.
على الرغم من عدم وجود ميزة التكبير، إلا أن هذه العدسة تعوض هذه الميزة بميزة أخرى رائعة جدا ألا وهي فتحة سريعة للغاية تبلغ F/1.8، وقد تجد عدسات 50mm تصل فتحاتها إلى f/1.4 أو f/1.2 ولكن عدسة 50mm بفتحة f/1.8 هي الشائعة.
أثناء استخدام فتحة بهذا الاتساع، ستلتقط الكاميرا الكثير من الضوء عند التصوير في الإضاءة المنخفضة.
كما أن الفتحة الواسعة تزيد من ضبابية الخلفية عند تصوير الأشخاص.
يمكن لهذه العدسة التقاط الكثير من أنواع التصوير كتصوير غروب وشروق الشمس بفضل فتحتها الواسعة يمكنك التصوير في أي ظرف من ظروف الإضاءة.
كما أنها مفيدة في التصوير الليلي والكثير من الأنواع الأخرى.
في الحقيقة، لتعدد مزايا عدسة 50mm خصصت مقال مستقل يتحدث عن مزاياها فقط. إذا كنت مهتم اضغط على هذا الرابط.
ما هي مزايا الفتحة الموجودة في العدسة 50mm؟
كما ذكرنا سابقاً، تتميز العدسة مقاس 50mm بفتحة تبلغ F/1.8 أو أقل، وهي أكثر سطوعًا بمقدار نقطتين مما يمكن أن تقدمه عدسة 18-55 مم.
وأيضا من المزايا الرائعة لفتحة f/1.8 هو عمق المجال الضحل بمعنى، ضبابية كبيرة في الخلفية، بحيث يمكنك التركيز على طرف أنف شخص ما وجعل عيونهم تبدو ضبابية.
مع عمق المجال الضيق أو الضحل، يكون من الأسهل كثيرًا لفت الانتباه إلى موضوعك نظرًا لأن بقية الصورة تصبح ضبابية بشدة ما عدا الموضوع الرئيسي. هذا هو السبب في أن هذه العدسة هي الاختيار الأفضل لأي مصور فوتوغرافي.
وأيضاً فتحة واسعة جداً تسمح لنا بالتصوير بسرعات غالق أسرع و ISO أقل. وهذا يساعدنا على تجنب اهتزاز الكاميرا بسبب حملها في اليد.
مقارنة بين عدسة 50mm وعدسة 18-55
الآن بعد أن أصبح لديك فكرة عن مميزات كل من عدسة 50mm وعدسة 18-55، دعنا الآن نقارنهما معاً:
البعد البؤري – Focal Length
الفرق الأكثر بروزًا بين هذه العدسات هو البعد البؤري.
بطبيعة الحال، عدسة التكبير تمنحك مزيدًا من الحرية في المواقف المختلفة. ومع ذلك، فإن عدسة 50mm متعددة الاستخدامات: يمكنك استخدامها لتصوير المناظر الطبيعية، لتصوير الأشخاص والتصوير في الشوارع. يستخدم بعض مصوري الشوارع 50mm فقط في معظم الأوقات.
نعم، قبل شراء عدسة جديدة، عليك أن تسأل نفسك ما إذا كانت تناسب احتياجاتك. ومع ذلك، فإن 50mm متعددة الاستخدامات لدرجة أن المصورين المحترفين ينصحون دائمًا جميع المبتدئين بالبدء دائمًا بشراء عدسة 50mm كأول عدسة لهم!
سعرها رخيص يعني أنك لن تخاطر بإنفاق الكثير من المال.
الفتحة – Aperture
الفرق في الفتحة بين هذه العدسات كبير. تتميز العدسة مقاس 18-55 مم بفتحة متغيرة تبلغ f/3.5 – f/5.6 ، بينما تتميز العدسة مقاس 50 مم بفتحة عدسة سريعة f/1.8.
بفضل الفتحة الأوسع، يمكن أن تعمل عدسة 50mm بشكل أفضل في المزيد من المواقف. سواء كنت تقوم بالتصوير في يوم مشمس ساطع أو بعد غروب الشمس، فإن وجود فتحة عدسة f/1.8 سيسمح لك بالتصوير في أي ظروف إضاءة.
في عدسة 18-55، عليك التعامل مع فتحة متغيرة حسب الطول البؤري. قد يصبح التعامل مع هذا أمرًا صعبًا، خاصة عند التصوير في ضوء خافت لغروب الشمس أو عند الساعة الذهبية.
وأيضا لا تمنحك عدسة 18-55 ذلك البوكيه أو الضبابية الرائعة في الخلفية التي قد تمنحك إياها عدسة 50mm، خصوصاُ عند تصوير الأشخاص بالطول 55mm حيث تصل الفتحة ل f/5.6 فقط.
لذلك، فيما يتعلق بالفتحة، فإن 50mm لها ميزة كبيرة على 18-55.
جودة الصورة
بدون أي تردد، يمكنني أن أخبرك بالتأكيد أن 50mm تنتج صورًا أكثر وضوحًا وأفضل جودة من عدسات kit 18-55.
الألوان أيضًا أكثر إشراقًا والتباين أفضل إلى حد ما. يمكن لهذه العدسة الصغيرة أن تصنع المعجزات.
كقاعدة عامة، تنتج أي عدسة برايم (ذات بعد بؤري ثابت) جودة صور أفضل من عدسة الزوم التي تغطي نفس الطول البؤري.
هذا يرجع إلى طريقة تصميم العناصر الداخلية داخل العدسات. مع عدسات الزوم، تتحرك الأجزاء داخل الكاميرا بطرق معينة مما يزيد من صعوبة إنتاج جودة صورة جيدة في جميع الأطوال البؤرية.
الحجم والوزن
كلتا العدستين خفيفتين وصغيرتين للغاية مقارنة بالعدسات الأخرى الموجودة في السوق. لكن عدسة 50mm أصغر حجما قليلاً لذا فهي الفائزة مرة أخرى.
في الأخير، أي العدستين يجب أن تختار- 50mm أم 18-55؟
إذا كنت تملك مسبقاً عدسة kit 18-55 ولا زلت مبتدئ في عالم التصوير الفوتوغرافي، يمكنك استخدامها مدة سنة أو أقل للتعلم.
على الرغم من الفتحة المتغيرة، فهي عدسة يمكنك استخدامها لأي نوع من أنواع التصوير الفوتوغرافي البسيط. تمنحك حرية التجربة ومعرفة أنواع الصور التي تحب التقاطها.
لكن إذا كان لديك المزيد من الخبرة وكنت تتوق إلى دفع إبداعك إلى الأمام، فإن 50mm هو الخيار الأفضل.
يعد استخدام العدسة 50mm طريقة ممتعة لتحدي التصوير الفوتوغرافي الخاص بك.
لأنها عدسة ثابتة لا تقوم بالتقريب فستضطر إلى تحريك قدميك للبحث عن التكوين المناسب، ينتهي بك الأمر بالعثور على تركيبات أكثر إثارة للاهتمام لم تكن لتستكشفها من قبل.
ونظرًا لأن هذه العدسة لها فتحة f/1.8، فإنها تتيح لك أيضًا التقاط صور ليلية رائعة دون القلق بشأن ظروف الإضاءة.
إذا كنت لا تملك أي عدسة ومحتار أي العدستين يجب أن تشتري 50mm أم kit 18-55، فلا تتردد في شراء 50mm f/1.8، لن تندم صدقني!